تشويش التلفزيون، والذي يُعرف في الصينية بـ“雪花屏” وفي الإنجليزية بـ'TV static' أو 'TV snow'، هو في جوهره ضوضاء بيضاء تنتج عندما تفشل هوائيات التلفزيون في استقبال إشارة فعالة، مما يؤدي إلى ظهور نقاط عشوائية متوهجة بالأبيض أو الأسود على الشاشة.
تُظهر الدراسات أن هذا الوميض العشوائي له تأثير قوي على 'اختطاف الانتباه': عندما يواجه الدماغ محفزات بصرية غير منتظمة، يقوم بنقل موارد الإدراك دون وعي من احتياجات أخرى، مثل تناول الطعام، لمحاولة تفسير المعلومات الفوضوية.
على سبيل المثال، أظهرت تجربة أجرتها جامعة فليندرس في أستراليا أن حوالي 23% من المشاركين الذين كانوا في حالة جوع فقدوا بسرعة رغبتهم في تناول الطعام بعد مشاهدة التشويش، مما أدى إلى انخفاض إجمالي في استهلاك السعرات الحرارية بنحو 40%.
يمكن اعتبار تشويش التلفزيون بمثابة إشارة لإعادة ضبط الحالة النفسية — تمامًا كما تستخدم بعض مقدمات البرامج التلفزيونية التشويش لإثارة شعور بالغموض والترقب، يشاهد البعض التشويش قبل النوم كما لو كانوا يخبرون أدمغتهم: "الآن يمكنك الاسترخاء؛ كل شيء هادئ."
في المجتمع الحديث، يُرمز بهذا الوميض العشوائي أيضًا إلى فائض المعلومات: نحن نتعرض يوميًا لكمية هائلة من المعلومات المبعثرة، مثل التشويش، الذي يتميز بالفوضى والضوضاء؛ وبينما يمكن لهذا الظاهرة أن تساعد في تخفيف القلق وتحسين التركيز لدى بعض الأشخاص، قد تؤدي إلى تشتيت الانتباه أو انخفاض المزاج أو حتى القلق لدى آخرين.
يتساءل الكثيرون عن سبب ارتباط التشويش على التلفزيون بالانفجار العظيم. في الواقع، يظهر هذا الظاهرة في المقام الأول في أجهزة التلفزيون القديمة، وخاصة تلك التي تستخدم تقنية CRT والإشارات التناظرية. عندما لا تتلقى هذه التلفزيونات القديمة إشارة فعالة، تلتقط هوائياتها موجات كهرومغناطيسية عشوائية، بما في ذلك جزء صغير من إشعاع الخلفية الكونية، وهو بقايا الحرارة من الانفجار العظيم، والذي يتوزع بالتساوي في جميع أنحاء الكون عند درجة حرارة تبلغ حوالي 2.725℃.
على الرغم من أن هذا الإشعاع ضعيف للغاية، إلا أنه في بعض الظروف قد تحتوي الإشارات الكهرومغناطيسية التي تلتقطها الهوائيات على آثار صغيرة من هذا 'الصدى الكوني'. ومن هذا المنطلق، فإن التشويش على التلفزيون ليس مجرد نتيجة لعطل تقني، بل يتيح لنا بشكل غير مباشر 'رؤية' بقايا الانفجار العظيم، مما يخلق رابطًا غامضًا يتخطى حدود الزمن والمكان.
ومع ذلك، يجب التأكيد على أن هذه العلاقة لا تعني أن الإشعاع الكوني هو السبب الرئيسي للتشويش. في الواقع، ينشأ التشويش في الأساس نتيجة لمختلف مصادر الضوضاء والتداخل في بيئة الاستقبال، ومساهمة الإشعاع الكوني تكون ضئيلة جدًا.